من طرف وزه الإثنين أبريل 02, 2012 9:10 pmكانت الشمس دافئة في يوم من أيام الخريف. ريناد كانت تراقب دودة قز كبيرة برتقالية اللون تصعد إلى أعلى غصن وردة في حديقة الزهور لدى جدها. كان الجد يقلِّم الورود.
قالت ريناد: "أنظر يا جدي إلى هذه الدودة المقرفة المنظر. هل ترى النقاط السوداء تغطيها؟"
اقترب جدها ونظر إلى الحشرة وقال: "أرى أنها جميلة. انظري إلى لونها البرتقالي الزاهي. قريباً ستتحول إلى فراشة ولن تبقى على هذه الوردة طويلاً بعدها."
"إلى أين ستذهب يا جدي؟"
تطير الفراشات دوماً باتجاه الجنوب، الجو بارد هنا في هذا الفصل من السنة، تعتبر هذه الفراشة متأخرة في رحلتها." .
قالت ريناد: "أعتقد أن كل الحشرات بشعة يا جدي. لا أحبهم أبداً، وأكره العناكب جداً."
تجاهل الجد الجملة الأخيرة واستمر في تقليم الورود. بضع وردات صفراء كانت لا تزال على أغصانها تملأ المكان برائحة زكية. اقتربت ريناد من حجر في وسط التراب ورفعته فوجدت تحته الحشرات التي تتحول إلى كرات صغيرة، فنادت جدها بحماس.
اقترب الجد وقال لها: "لم لا تلتقطي واحدة منها؟ فهي تدغدغ."
ردت ريناد: "لا يا جدي، لا أحب الحشرات. ماذا لو قرصتني؟"
انحنى الجد والتقط حشرة سارعت في التكور في راحة يده.
قال جدها: "هل ترين يا ريناد؟ هي خائفة مني ولهذا فقد تكورت ولن تفتح نفسها مرة أخرى حتى تشعر بالأمان."
راقبت ريناد نفسها وتمشي على يد جدها. ضحك الجد لدغدغاتها وسأل ريناد مرة أخرى إن كانت تريد أن تحملها ووعدها أنها لن تقرصها أبداً.
بتردد فتحت ريناد كفها ووضع جدها الحشرة في يدها. بدأت الحشرة تمشي على أصابع ريناد مدغدغة إياها، فضحكت وتركتها تمشي على كل يدها. أكمل الجد تقليم الورود.
لعبت ريناد مع الحشرة لدقائق ثم وجدت مجموعة أخرى من تلك الحشرات تحت أحجار الحديقة، فالتقطتها فأصبح لديها خمسة منها تسير على يديها وذراعيها. ضحكت ريناد لشعورها بالدغدغة.
عندما انتهت من اللعب معها وضعتهم في التراب مرة أخرى ووضعت الحجر فوقهم كما كان. قالت لجدها: "لقد استمتعت جداً."
قال الجد: "هل ترين يا ريناد؟ ليست كل الحشرات سيئة."
في هذه اللحظة مرت نحلة كبيرة بقربهما وحطت على وردة قرب الجد. صرخت ريناد وهي تتراجع للخلف: "اهرب يا جدي، نحلة على الوردة."
قال الجد: "لا يا حلوتي، لا أحتاج للركض، هذه النحلة لن تؤذيني فهي تجمع الرحيق لتصنع العسل، هي تدرك أني لن أؤذيها. اقتربي ودعينا نراقبها معاً."
اقتربت ريناد بهدوء ووقفت بجانب الوردة وشاهدت النحلة تعمل. كانت سوداء اللون وتصدر صوتاً.
"انظر يا جدي إلى أرجلها يغطيها لون أصفر، ما هذا؟" سألت ريناد جدها.
"هذا رحيق." أجاب الجد.
وقفا وشاهدا النحلة تتنقل من وردة إلى أخرى. سألته ريناد: "إن قمت بقص كل الورود يا جدي فكيف ستحصل النحلة على الرحيق؟"
أجاب الجد: "لن أقطع كل الورود، سأترك الورود المنتعشة وغير الميتة."
قالت ريناد: "حسن تفعل، فأنا أريد النحلة أن تحصل على الكثير من الرحيق حتى تصنع العسل، أحب العسل جداً."
فكرت للحظات وقالت: "لأ أظنني بعد أكره الحشرات يا جدي. ليست كل الحشرات سيئة. فدودة القز تتحول إلى فراشة جميلة، والنحل يصنع لنا العسل والحشرات المكوّرة تدغدغ." ثم عبست وأضافت: "ولكني لا زلت أكره العناكب."
ضحك الجد واحتضن حفيدته ثم سارا معاً إلى البيت وأكلا سندويشات بالعسل وشربا كوبي حليب.